485 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، وَإِسْمَاعِيلُ السَّرَّاجُ، قَالا: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: وَمِمَّا ذَكَرَ بَعْضُ شُيُوخِ أَصْبَهَانَ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ الْمُتَقَدِّمِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ بْنُ أحْمَدَ السَّعْدِيُّ أَبُو الفَضْلِ، فَأَخَذَ بِشَحْمَةِ أُذُنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ الشَّيْخَ الصَّالِحَ، فِي حَانُوتِ جَعْفَرٍ الْخَيَّاطِ، وَأَخَذَ بِشَحْمَةِ أُذُنِي، قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ وَأَنَا أُرِيدُ مَجْلِسَ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ يَوْمًا مُثْلِجًا، فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ لإِتْيَانِي إِيَّاهُ، وَجَعَلَ يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، وَيَسْتَرْجِعُ فِيهِ، وَيَقُولُ: جِئْتَنِي فِي هَذَا الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ كَانَ يَوْمُ مَجْلِسِكَ، فَقُلْتُ: لَعَلَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَحْضُرُونَ فَيَسْمَعُونَ وَأُحَرَمُ أَنَا مِنْ بَيْنِهِمْ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ يَحْضُرُ فِي هَذَا الْيَوْمِ، ثُمَّ عَمِدَ إِلَى مَرَقَةٍ فَسَخَّنَهَا، وَعَمِدَ إِلَى قَصْعَةٍ خَشَبِيَّةٍ فِيهَا ثُلْمَةٌ، فَثَرَدَ فِيهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَغْرِفُ لِي، وَيَقُولُ: أَحْسِ حَتَّى يَخْرُجَ الْبَرَدُ مِنْ جَوْفِكَ أَوْ مِنْ كَبِدِكَ، فَأَكَلْنَا، فَلَمَّا فَرَغْنَا وَغَسَلْنَا أَيْدِيَنَا، عَمِدَ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِي، فَقَبَضَ عَلَيْهَا فَقَالَ لا تَسْأَلْنِي لِمَ قَبَضْتُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِكَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ لِمَ قَبَضْتَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِي؟ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سُفْيَانَ صَالِحِ بْنِ مِهْرَانَ، فَقَبَضَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِي، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: دَخَلْتُ عَلَى النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، فَقَبَضَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِي، فَقَالَ النُّعْمَانُ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَقَبَضَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِي، قَالَ سُفْيَانُ: دَخَلْتُ عَلَى الأَعْمَشِ فَقَبَضَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِي، قَالَ الأَعْمَشُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ فَقَبَضَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِي، قَالَ أَبُو وَائِلٍ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَبَضَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِي، فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا وَائِلٍ، إِنْ كُنْتَ تَزْدَادُ بِمَا تَأْخُذُ مِنَ الْعِلْمِ فَازْدَدْ وَإِلا فَلا تُكْثِرِ الْحُجَّةَ عَلَيْكَ»
أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتَوَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، سَمَاعًا، أَوْ إِجَازَةً، أنا فَاهُودَارُ، فِيمَا كُتِبَ إِلَيَّ، أَخْبَرَنَا خَالِي أَبُو حَاتِمٍ، لابْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَارِسٍ:
إِذَا كُنْتَ تَأْذَى لِحَرِّ الْمَصِيفِ ... وَكَرْبِ الْخَرِيفِ وَبَرْدِ الشِّتَا
وَيُلْهِيكَ حَسْنُ زَمَانِ الرَّبِيعِ ... فَأَخْذُكَ لِلْعِلْمِ قُلْ لِي مَتَى