واقبلوا العظة ممن سمعتموها، )) فعلام قلدناكم أزمة أمورنا، وحكمناكم في أموالنا ودمائنا؟ أوما تعلمون أن فينا من هو أفصح بصنوف العظات، وأعرف بوجوه اللغات منكم؟ فإن كانت الإمامة تستحق بذلك، فتحلحلوا عنها، أو أطلقوا أعقالها وخلوا سبيلها، يبتدرها أهلها الذين شردتموهم في البلاد وقيتلتموهم بكل واد. أما لو ثبتت في أيديكم باستيفاء المدة وبلوغ الغاية وعظم. إذ لكل قائم منكم يومًا لا يعدوه، وكتابًا بعده يتلوه، {لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها}، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
قال حنبلي: وهذا إن لم يكن للإمساك عنه علة؛ وإلا فهو بعيد عندي أن يتم في أيام عبد الملك، لا سيما إن كان في صحبته الحجاج؛ وإلا فالسياسة مع القدرة تمنع من سماع هذه المقالة الشنيعة مع إبلاع قائلها ريقه. فإن كانت صحيحة، وإلا فهي موعظة صحيحة، واعتراضات على بني مروان لازمة - {والله يقضي بالحق} يوم {تجزى كل نفس بما كسبت}.
705 - وخطب أبو جعفر المنصور يومًا. فلما قال ((أشهد أن لا إله إلا الله))، قام إليه رجل من أخريات الناس، فقال: أذكرك من تذكره. فإن أحق الناس أن لا ينسى الله من خطب بذكره، وأن لا يدع طاعته من حض عليها. فقال المنصور: سمعًا لمن فهم عن الله. وذكرته، وأعوذ