بأول أمر قاده البلاء وساقته العافية. وأنت رأس هذا الجمع مع علي. فانظر فيما بقى غير نظرك فيما مضى. فما أبقت الحروب لنا ولكم جلداً ولا صبراً. ولن تهلك الشام إلا بهلاك العراق؛ ولن تهلك العراق إلا بهلاك الشام. فما خبرنا بعد عذاركم، وما خبركم بعد عذارنا؟ وفينا من يكره الفناء، ويحب الحياة؛ وفيكم مثل ذلك. وإنما هو أمير مطاوع ومشاور مأمون وهو أنت. فأما السفيه فلا يؤمن على الشر، ولا يرجى للنصيحة.))
وكتب في أسفل كتابه:
طال البلاء فما يرجى لمبغضةٍ ... بعد الإله سوى رفق ابن عباس
قولاً له قول مستعفٍ بحظوته ... لا تنس حظك إن التارك الناسي
يا ابن الذي زمزم يسقى الحجيج له ... أحظى بذلك في فخرٍ على الناس
لسنا بأصبر من أهل العراق ولا ... أهل العراق بدون القوم في البأس
كل لصاحبه قرب معادله ... أسد لقين أسوداً بين أخياس
? لو قيس بينهم في الحرب لاعتدلوا ... العجز بالعجز ثم الرأس بالرأس
فانظر فداؤك نفسي قبل قاصمة ... للظهر ليس لها راقٍ ولا آس
فلما وصل الكتاب عرضه ابن العباس على أمير المؤمنين علي: ما أغر عمراً بك؟ أجبه وأرد الفصل عن الشعر. فكتب إليه: ((إنك بعت دينك باليسير، وخبطت خبط عشواء. وليس معاوية في هذه الحرب كعلي: علي