نتدلس بما يسوءك تسطيره عنك وعليك، وصارت الشهادة لك لا عليك. وقد سلك بعض المفسرين مجازات؛ مثل حملهم بين أيديهم على التشكيك في مستقبل أحوالهم من أمر أخرتهم ومن خلفهم، فيما سبق من القصص والأخبار التي يجب الإيمان بها.
666 - روى الحسين بن يحيي الكاتب قال: لقيت علي بن محمد العلوي ألجماني بعد خلاصه من حبس الموفق؛ فهنأته بالسلامة، وقلت: ((وقد عدت إلى وطنك الذي تألفه، وإخوانك الذين تحبهم.)) فقال: ((يا أبا علي! كيف وقد ذهب الأتراب والأحباب والشباب؟ )) وكان قد طال حبسه. وأنشأ يقول:
[البسيط]
نفسي بقيت على الأيام والأبد ... ونلت ما شئت من مال ومن ولد
من ولي برؤية من قد كنت آلفه ... وبالشباب الذي ولى ولم يعد
لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم ... حتى يفرق بين الروح والجسد
667 - لأبي الحسين بن فخر الدولة لما أطلق من الحبس بعد عشرين سنة:
[الطويل]
هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه ... ومال إلى الحسنى وفك من الأسر
فمن لي بأيام الشباب التي مضت ... ومن لي بما قد فات في الحبس من عمري