ولام ((لكي)) دلت، فقال في أصل الخلق: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. وقال في البعث: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها}، ثم أبان عن علة الرجعة، فقال: {لتجزي كل نفس بما تسعى}. وقال في بيان المجازاة: {ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}. فلا سلوة عن الموت إلا إثبات البعث.

651 - فصل

قال حنبلي: يعز علي ــ والله ــ بأقوام التزموا لله سح ما أسقطه عنهم، وفتحوا على نفوسهم طرقًا سدها عنهم وأبوابًا أغلقها دونهم. والشريعة من ذلك مملوءة، وهم عنها غفل. الرجل يقول ((زنيت)) وصاحب الشرع يلتفت عنه. ولما كلمه عرض له بالرجوع عن التصميم: لعلك قتلت، وقد سمعتني، العينان تزنيان، إنك خبل، استنكوه. كل ذلك دفع عن تحقيق الإقرار، وهرب من وقع الأحجار، والحق لله قد ثبت، قال: ((هلا تركوه؟ )) فما زال يدفع الإقرار بجهده. وهو المستناب لله في استيفاء حقه. ((رميت الراعي بعظم الجمل بعد الهرب)) والرامي ظن أنه مستوف لله حقه. والقوم يسألون الراعي عن ورود النجاسات عليه. والنبي صلع يقول: ((لا تعلمهم)). ويقول للمقر: ((ما أخالك سرقت)) مع كون السرقة تتضمن حقين، حق الله، وحق الآدمي. أسرقت؟ قل: ((لا تعافوا الحدود فيما بينكم)) هلا سترته بثوبك. عمر بن الخطاب يقول في ماء الميزاب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015