العقل التي أوجبت حدث كل جسم، وإنكار الإلهية عن النجوم بالأفول، وهو الهبوط بعد العلو والأفول بعد الإشراق.

فهذا كله أين كان من الأوائل الذين لم؟ الأدلة عندهم ولا انتشرت بينهم المناظرات الكاشفة لأسرار المعاني؟ فأين قاطع الشبهة إلى دافع الهمة للصورة في الصخرة؟ وأين علاج هؤلاء العقلاء الفطناء المحققين من مجادلة قوم يقولون في حق محمد صلع {أهذا الذي بعث الله رسولا}؟ وقولهم ((أهذا)) كلمة استقلال. فاستقلوا عربياً ناطقاً أصيلاً صادقاً كريماً صيناً وقوراً، لا يسمر مع السامرين، ولا يعبد الأصنام مع العابدين بفطرة عقله وحسن نظره. فاستنكفوا أن يكون مثله لله رسولاً، وجاؤوا إلى صخرة مصورة لم يستنكفوا أن يجعلوها لله شريكاً. ومعلوم أن الشريك أكبر وأعظم رتبة من الرسول. ومن كانت هذه عقولهم، وهذا مقدار نظرهم، لا تحتاج دعايتهم إلى معالجة. إذ ليس حجة بنظر ولا بشبهة تحكماً. وتذكر غاية قولهم {أجعل الآلهة إلهاً واحداً}، {يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم}.

أين هؤلاء الجهال إلى معالجة الأواخر ممن نصر الطفرة، ودقق في إثبات الطبع، أو دقق في نفي الأقدار، وخلق الأفعال، ومقاساة لمن أثبت الأكساب، لمن قال بمحض الأخبار، وتعلق بالمتشابهات من الآيات في إثبات الأعضاء والأبعاض، وإلى أمثال ذلك من الكلام في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015