وإنني لأعجب من هؤلاء القوم المدعين أنهم أهل سنة، لا يتعدون من اسم إلى غيره مما هو مثله في المعنى، ثم ينبسطون في وصف الله تع بما يوجب إضافة الحوادث إليه، ويتنصلون من التشبيه. وهم بهذه المقالة مضاهين للنصارى ومربين عليهم حيث جعلوا كلمة الله حالة في كل أعمى وكل جلد ورق وكاغد. والنصارى كفروا بالقول بحلول كلمته في مريم وعيسى.
82 - جاءت مسألة رجل له خان، في وسطه بئر هي مصب جميع مياه الخان من سطحه وأرضه. وإلى جنب الخان حجرة لآخر. وإجراء ما سطح الحجرة، بحق ورسم قديم، إلى سطح الخان. وتجري إلى تلك البئر التي في وسط الخان. وقد تفنت بطول السنين، واحتاجت في هذه السنة إلى تنقية. فقال صاحب الخان لصاحب الحجرة: ((عليك تنقية البئر وحدك، ولا أساعدك فيها.)) فكيف الحكم في ذلك؟
فأجاب الحنبلي له فهم وإصابة في غالب أحواله: إن جميع مؤونة التنقية على صاحب الخان؛ ليس على صاحب الحجرة من ذلك شيء. قال: ورأيت أن ما يتجدد من شعث سطح الخان من جري ماء الحجرة بالحق والرسم إما بأن يحفر السطح أو؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ أو يعلو بما تمتع ماء الحجرة من كدر كل ذلك على صاحب الخان. فكذلك تفن البالوعة ولا فرق بينهما. من