العظيمة. وكان الإسكندر يخاطب أمه بـ ((ذات الحلم)). فلما مرِض مرَض الموت كتب إليها: ((يا ذات الحلم! إذا وصل كتابي هذا فاعملي طعاماً واستدعي إليه من النساء من لم تصبها مصيبة.)) فتأملت ذلك فقالت: ((نعي والله إلى نفسه.))
وإذا كان يقال ((ذو)) في المذكر ((وذات)) في المؤنث لا يحسن أن نقول في الباري ((ذات)) لأنه لاسم ناقص، واسم التأنيث بالإضافة إلى اسم التذكير اسم ناقص. ولهذا تأول ابن عباس قوله سح وتع: {تعلم ما في نفسي}، قال: في علمي.
وقد اعترض على هذا الحنبلي الذي أنشأ هذا الفصل فقال: من دخل على هذا يجب عليه أن لا يقول ((لله صفة هي قدرة وحياة)) لأنهما مؤنثان. كما أنه لا يجوز عليه نقص، لا يجوز على صفاته نقص. قال الحنبلي: وهذا الفصل أخرجته مخرجاً يخرج القوم عن التوسع في الأسماء. وإنما عرض لي في الكلام? في ((ذات)) و ((ذو)) فلم أغفل عن سطر لئلا يشذ عني. فإذا ثبت هذا، كيف يحسن بهذه الطائفة أن تتوسع في قوله سح: {ثم استوى على العرش} ((استقر)) أو ((جلس)) فقالت: ((استواء استقرارٍ))؟ وهذا يصرف من أخذ الاستواء في حقه ما اعتقده من استواء الملك على السرير، ونوح على سفينته، واستواء السفينة على الجودي، والراكب على مطيته وسرجه. وهذا بعينه هو التشبيه الذي لا يليق بمذهب من تجعد عن التصرف في الأسماء بالمعنى.