ما أكشف حال زندقتك للمنتقد عليك! تضيف المنافع والمضار إلى الكواكب والطباع، والأرزاق والإساءات إلى المعطين والمسببين. كل ذلك لتخرج الباري عن الصنع، وتجيء إلى ما بقي من خطاب الشرع، من أداء فرض أو ترك ذنب. فتحيل بترك الواجب عليك، وفعل المحظور عليك، إلى قدر الله. ما ذكرت الله إلا هنا، لترد الأمر حيث جاء.
أما أنا، فلا أعرف إيمانك من كفرك. تارة تضيف الفقر والبلاء إلى نزول الذنب في بيت المال؛ وتارة تشقق عتبًا على الإله الذي لا يخطر منك في حال غنائك وسكونك ببال. فما يتخلص لي كفرك من إيمانك، ولا توحيدك من إشراكك، ولا نفيك من إثباتك. هذا، وأما أعمالك فعنوان الجحود والإنكار، ولا أرى عليك عنوانًا للإثبات والإقرار، ينخرق من ثوبك مكان عقدة، أو تنجذب فيه هدبة، لا تسكن عن الحركة بالبدن والمال، حتى تدفع إلى الرقاء أوفى الأجور والأعواض، ليعود إلى ما كان. وهذا فرضك يختل بأنواع الخلل، لا تتحرك في سد خلله، ولا تلافي علله، لا بسجود سهو ولا تكفير حنث، ولا إقامة حد، ولا توبة عن ذنب، ولا ندم على فارط جرم.
والله ما للإيمان فيك علامة. سوى كلمة تعودتها من الصغر، لا ثقل فيها على النفس ولا مؤونة، وهي كلمة قد عصمت الدم وحرست