هل أخذ بيدك من سقطة؟ أليس غوائله كلها وعواقبه فسادًا؟ أليس حلاواته مرارات؟ أليس هو الذي يجمع على دعوة، ويفرق عن عربدة؟ أليس هو الذي يحمل على بطنة ونهمة تكون غائلتها نغصة بتخمة؟ أليس هو الذي يحمل على إعفاءة تكون غائلتها البيات؟ كم حلا لك أوله وأمر عيشك آخر؟
تعال إلى فعل الحق فيك. إن أمر، حلاك؛ وإن منعك، فعن دائك حماك؛ وإن ناولك، شفاك؛ وإن أظمأك، سقاك، وإن دعيته بعد التشرد عليه، لباك. وربما قبل أن تدعو باداك: يا عبد هواه! اعبدني، أستعبد لك الهوى. ياأسير الشهوة! فك نفسك بالحمية. ياأسير الجهل! افكك علمك باليقظة. يا أسير العمل بالربا! افكك عملك بالإخلاص. يا أسير الطمع! فك رجاءك بالمعرفة بمقادير الخلق. لا تعبد بطمعك جهات الرزق؛ ولكن اعبد الموجه. أنا، والله، الموجه، وهم الجهات. أنا المحرك للقلوب المعطية، وهم أدوات. إن أردت أن تشكرهم دوني، فاشكر السحاب والمطر والزرع والشجر. فإن الجميع مني، والكل خلقي، ولهم عندي شكر التكليف. يا سبحان الله ما أعجب أمرك! تعافى بشربة أو بمفصدة، تشكر الدواء وتبلجه، وتمدح المبضع وتعظمه. ترى ما لي في فعل المبضع وخاصية الدواء فعل ولا صنع أستحق به بعض الشكر؟ هذا شرك عسى غدًا يصير توحيدًا. أنت لا تجعل لي قسمًا من الشكر.
فليتك كنت طبائعيًا خالصًا فتعرف بالطبيعة. فإن أفلحت ونجوت