447 - قال بعض [أهل] العلم في قوله تع {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} - قال: معلوم أن الصور والأشكال لا تدل على أسمائها إلا بفهم معانيها؛ ومعانيها هي ما وضعت له. فإن كان قد عرض عليهم أشكال الأشياء وصورها، فيكون الامتحان لهم لا شيء يصلح حتى يعطي الامتحان حقه. إذ لا يعطى الفهم الاسم. والامتحان مما لا طريق إليه تكليف ما ليس في الوسع، ولا عليه دليل. وإن كان العرض للأسماء، فالسؤال لماذا يصلح من الصور؟
ترى آحاد هؤلاء العوام الطغام يتقاعد عن الأعمال ويتكاسل، حتى إذا ضاق به الرزق، ووقفت عليه الأمور، وتشعثت أحواله، رمق علجًا من علوج الأجناد، أو غاصبًا للأموال، قد احتشد الغصوب والنهوب، وجحد الودائع، ومد يده إلى مال اليتيم، وباع بالربا، وقامر، وقد عبل لحمه، وخرجت بطنه، وترفل في حلل الديباج والحرير، مخالفًا للباري في الأثمان، متعديًا على الشرع باللباس، وقد علا مركبه، وقلده فضته وذهبه، - فشفع توانيه في الاكتساب بصرف اللوم على باريه فيما جناه