صفة ((للمسمى)) لو قال ((الذات صفة للذات)) كان قائلاً إن الشيء صفة لنفسه. ولو قال ((هو غيره)) لكان الشيء غيراً لنفسه. فالجميع لا يصح. لم يبق إلا أن الاسم الراجع إلى نفس الشيء هو الشيء؛ كما أن حد الشيء هو الشيء، والمحدود هو الحد. ولهذا حدوا الحد بأنه قول وخبر ينبئ عن حقيقة الشيء. وقال قوم حققوا القول: لا يكون حداً للشيء لكن عبارة عن الحد. لكن حد الشيء هو ما أثبت منه ذات وتركبت منه طبيعة. وقيل: ما تركبت منه طبيعة الشيء وأثبت منه ذاته. فخلافهم في الحد والمحدود نحو من خلافهم في الاسم والمسمى؛ إلا أن الحد أخص بالمحدود من الاسم بالمسمى، حيث كان الحد. فهذا حكم الاسم الراجع إلى الذات.
فأما القسم الثاني من الأسماء، فاسم دال على صفة ومشتق منها؛ كعالم، وقادر، وحي، مشتق من علم، وقدرة، وحياة؛ أو من حال هو سح عليها، على قول من يثبت الأوصاف والأحوال. فهذا اسم صفة؛ إلا أن ((عالم)) لا يقال هو نفس العلم، بخلاف ما قلنا في الأول. لأن العالم اسم لمن وصفه العلم، أو من ثبت كونه عالماً. فهو اسم لحال هو عليها أو صفة هو عليها. فهذا يحسن أن يقال اسم صفة للمسمى.
وأما القسم الثالث من الأسماء، فهو المشتق من فعل؛ كخالق، ورازق. فهذا اسم مشتق من فعل هو الخلق والرزق. وإلى هذا أشار أحمد