معالجة خروج الأذى. وقد سبقها تشكله وتصوره بصورة أنواع من البهائم؛ تارة بصورة بقرة، وتارة بصورة حمار، وتارة بصورة سبع، وتارة بصورة طائر. وخروجه في أبواب من الحيل وضروب من الخداع والمصاولة والذل || والضراعة. فهذا نوع من المكابدة في نوع من الأغراض، وهو الأكل. فكيف بمقاساة الخلق: بين حاسد وباغض، وغاصب وناهب، ومواثب ومواشي، وكاذب وخادع؛ والبهيم: بين لاسع وناهش، ورافس وناطح؛ ومضار الأغذية: بين مسهل وعاصم وقابض، ومحمي ومبرد، ومرطب ومجفف، ومورم ومدقق؛ والأزمنة: بين حار وبارد ومعتدل؟
فهذا مبسوط الكبد. ومجموعه أنها حياة منغصة، مشوبة بالأذايا. ثم إنها منقطعة. فالعاقل من طلب من الله العافية الصافية الدائمة. فلا يغسل هذا الكبد، إلا ذلك العيش الدائم على الأبد. وما هذا إلا كما قال الشاعر:
كما قال الحمام لقوس راٍم ... لقد جمعت من شتى لأمري
فإن الصائد جمع بين خشب وعصب وعظم وغرًا وتوز ووتر. والغرض كله صيد حمامة. وكما قدروا من القول إن لو كانت الوحوش قائلة: ((إن هذا الملك الواسع الملك، الكثير العساكر، الشديد البطش، جمع عساكره، وأخرج زينته، وبرز أكلبه وفهوده وصقوره وبزاته، وبث خيله ورجله، وملأ الصحاري والفضاء، وترك ما وراءه من النعيم والقصور وكثرة الأموال ولذيذ الأطعمة والأغذية وقصدنا، ونحن حيوان لا نؤذي أحدًا،