الانتفاع برقهم، والاستمتاع بالنساء، والاستخدام والتمول للصبيان. ثم الانتفاع بالذمة بأخذ الجزية. فهذا عاجل، ويرجى في الآجل أن يستجيبوا للإسلام. لأن الأطفال إذا مرنوا على مشاهدة جموع المسلمين، وسمعوا ما يتلى من آيات الله، استجابوا للإسلام. وكذلك النساء سريعات الانقياد ... لم توضع إلا ... ، فقد سمعوا بالنبوات ||والكتب، وعرفوا سماء النبوة وحلاوة الأتباع للشرائع. فهذا علة إسقاط القتل عنهم مع قيام الكفر فيهم. والله سح صرح بتعليق القتال والقتل على الكفر. ثم جعل زوال الكفر بالإسلام غاية لرفع القتال والقتل عنهم بقوله: ((حتى يقولوا لا إله إلا الله)) وأما الشيوخ والعميان وأصحاب الصوامع فإنهم كفار. ولم يوجد في حقهم مانع من القتل؛ بدليل أن أكثر ما فيهم أنهم تعطلوا عن القتال. وليس القتال علة لقتل الكفار، ولا شرطا؛ بدليل المرتدين من الشيوخ والرهبان والعميان.
أجاب الحنبلي بأن قال: أما الكفر، إن جعلته علة، لم يحسن بك أن تعتبر له محلًا مخصوصًا. لأنه الغاية في الهتك، حيث كان كفرًا بالخالق المنعم بالإيجاد، ثم الإرشاد. فاعتبار الذكورية والحرية والبلوغ لا وجه له.