والمعنى: لقد قلق عود الخرت، ألا ترى أنَّ الخرتَ على حالٍ واحدة، وإنما يقلق العودُ المدخلُ الخرتَ.

وقوله: أقلقتم حلقاتكم عندي، مثل قوله: لقد قلق الخرتُ، كأنه يقولُ: أفسدتم أمركم، بتغافلكم.

فأمَّا قوله: أن تكونوا فيجوز أن يكون نصباً، وأن يكون رفعاً.

فالنَّصبُ: أن يريدَ: أن تفوزوا بأنْ، فيحذفَ الحرفَ، فيصلَ الفعل، ويجوز أن يكون جرَّاً، على قولِ الخليل.

والرفعُ: أن تجعله بدلاً من أن تفوزوا، لأنَّ كونهم رطائط، فوزٌ.

أنشد أبو عبيدة، للفرزدق:

وعضَّ زمانٍ يا بن مروانَ لم يدعْ ... من المالِ إلاّ مسحتاً أو مجلَّفُ

قد أنشد: إلاّ مسحتاً، وإلاّ مسحتٌ، نصباً ورفعاً، فمن نصبه كان يدعْ من التَّرك،

ومسحت مفعول الترك، وحمل مجلَّفٌ بعده على المعنى، لأنَّ معنى لم يدع من المال إلاّ مسحتاً تقديره: لم يبقَ من المالِ إلاّ مسحتٌ، فحمل مجلَّفٌ على ذلك، ومثل ذلك في الحمل على المعنى، من أبيات الكتاب، قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015