ويقوِّي ذلك أنَّهم قد قالوا: عسى الغويرُ أبؤسا، فجعلوها بمنزلةِ ما يدخل على الابتداء والخبر.

وممَّا يقوِّي حذفَ ذلك، لهذه المشابهة، وأنَّ حذفه لا يمتنعُ، من حيث امتنع حذفُ الفاعلِ: أنَّ ليس لمَّا كانت غيرَ متصرِّفة، صارت عينها بمنزلةِ ليت في السُّكون، ولم يكن في يائها الكسرُ والسُّكونُ، كما كان في صيدَ.

ويكون ذلك المحذوفُ غائباً، كأنَّه: عساكَ الهالكُ، أو عساكَ هو.

فإن قلت: فإن جاء شيءٌ بعدَ شيءٍ، من هذه الأبيات التي تشبه ما ذكر من:

عساك تفعلُ، ولعلِّي، أو عساني أخرجُ، فما يكون الفاعلُ على قوله؟

قيل: أمَّا على ما ذهب إليه، من أنه بمنزلةِ لعلَّ، فلا نظرَ فيه، ويكون بمنزلة: لعلَّك تخرجُ، والقولُ فيه كالقولِ فيه.

وأمَّا على القولِ الآخر، الذي رأيناه غيرَ ممتنع، فهو أشكلُ، لأنَّ الفاعلَ لا يكون جملةً، فإن شئتَ قلتَ: إنّ الفعلَ في موضع رفعٍ، بأنَّه فاعلٌ، وكأنَّه أراد: عساني أن أخرجَ، فحذفَ أنْ وصار أنِ المحذوفةُ في موضعِ رفع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015