للتَّبيين، ولا يكون المخاضُ مكاناً، لأنه إذا كان مكاناً، لم يتعلَّقْ به شيءٌ، من حيثُ لم يناسبِ الفعلَ، فلم يفسِّرْ ما يتعلَّقُ التَّبيينُ به.

وقد يجوز أن يكونَ المعنى: لو أنَّ عرضَ البحرِ بيني وبينها، لحدَّثت نفسي، فقلتُ: ليس إليكِ مخاضٌ، فأمَّا إذا كان شيءٌ دون عرضِ البحرِ، فإني أحدِّثُ نفسي بذلك، فتكون ما على هذا نفياً، ويكون إليكِ متعلِّقاً بمحذوف، كقولك: ليس بك مرورٌ، ومن رأى أن يرفعَ بالظَّرف، كان الاسمُ مرتفعاً به، ولا شيءَ فيه. وقال كثيِّرٌ، أو غيره:

ألا حيِّيا ليلى أجدَّ رحيلي ... وآذنَ أصحابي غداً بقفولِص

غداً لا يكون إلاَّ على مضمر، لامتناعِ حمله على المصدر، لتقدُّمهِ عليه، ولاستحالةِ حملهِ على الفعل.

فإن قلتَ: فلم لا تقدِّر الماضيَ تقديرَ الآتي، كما أنَّ قوله:

يا حكمُ الوارثُ عن عبدِ الملكْ ... أوديتُ إن لم تحبُ حبوَ المعتنكْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015