قال ذو الرُّمَّة:

وأنت الذي اخترتُ المذاهبَ كلَّها ... بوهبينَ إذ ردَّتْ عليَّ الأباعرُ

العائدُ من الصِّلةِ إلى الذي محذوفٌ، وهو المفعولُ الأوَّلُ لاخترتُ، والمفعول الثاني

المذاهبَ، فحذفِ حرفُ الجرّ، فوصلِ الفعلُ، ومثله قولُ العجَّاج:

تحت التي اختار لهُ اللهُ الشَّجرْ

المعنى: التي اختارها لهُ من الشَّجر، فلمَّا حذفَ الجارَّ، وصل الفعلُ إلى الشَّجر وإلى المذاهب في بيت ذي الرُّمَّة.

أنشد أحمد بن يحيى:

مقاديمكمْ فينا وفينا دماؤنا ... فأدُّوا الذي استودعتُ والعِرضُ أوفرُ

تقديره: الذي استودعته إيَّاكم، فحذف المفعولَ من الصِّلة، فاتَّصل المفعولُ الثاني بالفعل الذي في الصِّلة، فحذفه، وإن لم يكن راجعاً إلى الموصول، وحقُّ المحذوف من الصِّلة أن يكون الموصولَ في المعنى، وإنما استجزتَ حذفَ المفعولِ من الصِّلة، وإن لم يكن راجعاً إلى الموصول، لأنه موضعٌ قد حذف منه المفعولُ كثيراً، يدلُّ على جواز هذا الوجهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015