موضع أن نصبٌ، والمعنى: كراهةَ أن يبطِّىءَ حاسدٌ، وعلى قول البغدادييِّن: لأنْ لا يبطِّىء حاسدٌ، والعاملُ فيها ما في العشيرةِ من معنى الفعل، كأنّه: وهمُ النُّصَّارُ كراهةَ، لأنّ العشيرةَ تنصرُ وتعينُ، فتكون يداً واحدةً على من ناوأهم.
ومعنى أن يبطِّىءَ حاسدٌ: أي يبطئهم حاسدٌ، يريد أنهم ينصرون ويعينون، فلا يخذلون، كراهةَ أن ينسبهم حاسدٌ إلى البطء والتَّثاقلِ عن النُّصرةِ، فيكونوا في ذلك كمن ذمَّ بقوله:
بطئٍ عن الداعي سريعٍ إلى الخنا
وبقولِ الآخر:
يداكَ عن المولى ونصركَ عاتمُ
فحذف المفعولَ، كما يحذفُ في غير هذا، ولحذفِ المفعولِ هنا مزيَّةٌ في الحسنِ،