ويقال: أنظرتُ زيداً إلى وقتِ كذا، وفي التنزيل: (أنظرني إلى يومِ يبعثونَ)، فلمَّا حذف الحرفَ أوصلَ الفعلَ إلى المفعولِ الثاني.

وقال كثيِّر:

إذا ما أرادت خلَّةٌ كي تزيلها ... أبينا وقلنا الحاجبيَّةُ أوَّلُ

تقديره: إذا ما أرادت ذاتُ خلَّةٍ، كي تزيلَ خلَّتها، أي مودّتها، ألا ترى أنّها هي لا تزالُ.

وقوله: الحاجبيةُ أوَّلُ أي ودُّ الحاجبيَّةِ الأوَّلُ، أي هي أولى بأن تودَّ، لسبقِ مودَّتها، فحمل الكلامَ على المضافِ المحذوف، فلذلك قال: أوَّلُ، وإن شئتَ قلتَ: أرادَ ودَّ الحاجبيَّةِ أوَّل من ودِّ غيرها، فحذفَ، كما حذفَ في قوله: (فإنَّه يعلم السِّرَّ وأخفى) أي أخفى من السِّرِّ، وكذلك قولهم: عامٌ أوَّلُ.

قال أوس:

على ضالةٍ فرعٍ كأنّ نذيرها ... إذا لم تخفِّضه عن الوحشِ عازفُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015