ومثلُ ذلك:

وليلٍ فيه تحسبُ كلَّ نجمٍ ... بدا لك من خصاصةِ طيلسانِ

يعني من فرجةٍ، فلا يتبيَّنُ تبيُّنه ولا ساترَ بينهما، ومثل ذلك في المعنى ما أنشده أحمد بن يحيى:

كأنَّ الثُّريَّا منخلٌ فوقَ ظلَّةٍ ... تراقبها عيني ولستُ بنائمِ

يريدُ: لا يرى منها إلاّ كما يرى ما بعد المنخلِ من ثقبه، فكأنّ بينه وبين السماءِ ستراً، ومثل ذلك في المعنى قولُ الشَّمَّاخ، إلاّ أنه في صفة الفجر، وابتداءِ ظهورِ ضياء الشَّمس:

إلى أن يشقَّ الصُّبح فيه كأنّه ... قميصٌ بدا من خلِّ ساجٍ مفرَّجِ

وقال ابن مقبل:

أجبتُ بني عيلانَ والخوضُ دونهمْ ... بأضبطَ جهمِ الوجهِ مختلفِ الشَّجرِ

التقدير: أجبتهم بجوابِ أضبطَ، ألا ترى أنّ الأضبطَ لا يكون جواباً، وإنما يكون الجوابُ كلاماً، أو ما قام مقامه.

وقوله: مختلفِ الشَّجرِ التقدير: مختلفِ أنيابِ الشَّجرِ، فأضافَ الأنيابَ إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015