أي طوى هذا الغيم هذا المكان، يرعُدُ متنُه: أي يرعد هو، كما أن قوله: (يعسِلُ متنه) يعسِل هو أو مُعظمُه.
وانتصب حنين المتالي، لأن يرعد يدل على يحِنُّ، فكأنه قال: يحن حنين المتالي، وكذلك قول أوس:
كأن فيه عشاراً جِلَّةً شُرُفاً ... هُدلاً لهامِيمَ قد همَّت بإرشاح
المعنى: كأن في هذا السحاب صوت عِشارٍ، أو أصواتَ عِشارٍٍ، شُبِّه الرعدُ بأصواتِها، كما شُبِه بها في البيتين الأوَّلين، ومن ذلك قول أبي ذُؤيب:
كأن مصاعيب زُبَّ الرُّؤ ... سِ في دار صِرمٍ تلاقى مُريحا
تَغَذَّمْنَ في جانبيه الخبي ... رَ لمَّا وهى خرجُه واستُبيحا