البياض

الذي في الأخصف إنما هو من الصبُّح، فالأخصف قد جمع اللّونين المفترقين، اللذين هما السّواد والبياضُ.

والبريم - زعموا - كلُّ خيط يُفتل، لحقوا المرأة، أو لقلادة، وقد اتُّسع فيه حتى جُعل الحِزام، وغيره، فالحزام نحو قولِ ابن مقبل:

يجولُ بريمُها

يصفها بالضُّمور.

وإنما أخذ ذلك العجَّاج من قوله عزّ وجل: (حتى يتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجرِ)، وقد تناول ذلك العجَّاج في موضع آخر، فقال:

وقد رأى بالأُفُقِ اشقِرارا ... وفي جناحَي لَيْلِه اصفرارا

وصلَك بالسلسلةِ العِذارا

فاشقرارُ الأفق هو مقاربَتُه للبياض، وأما الاصفرارُ: فإنه يريدُ به الاسودادَ، وقيل للاسوداد الاصفرارُ، كما قيل للأسودِ: أصفر، يدلُّ على ذلك قول حُمَيد الأرقَط:

قد كاد يبدو وبدَت تباشِرُه ... وسَدَفُ الخيط البهيمِ ساترُه

وما أنشده يعقوب بن السِّكِّيت:

كأنَّه بالصَّحصحانِ الأنجَلِ ... قُطْنٌ سُخامٌ بأيادي غُزَّل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015