يجعلني منهم. قال: " أنت منهم"، ثم قام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: " سبقك بها عكاشة "1.

فيه مسائل:

الأولى: معرفة مراتب الناس في التوحيد.

الثانية: ما معنى تحقيقه.

الثالثة: ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يك من المشركين.

الرابعة: ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك.

الخامسة: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.

السادسة: كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل.

جعله ندا لله كما كان المشركون كذلك، وقال تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 2 أنه ربكم وخالقكم ومن قبلكم، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فلا ترغبوا عنه إلى غيره بل أخلصوا له العبادة بجميع أنواعها فيما تطلبونه من قليل أو كثير.

قوله: "أنت منهم " لما كان يعلمه صلي الله عليه وسلم من إيمانه وفضله وجهاده كما في الحديث " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " 3.

قوله: " ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة "والظاهر أنه أراد صلوات اللة وسلامه عليه سد الذريعة، لئلا يتتابع الناس بسؤال ذلك فيسأله من ليس أهلا له. وذلك منه صلي الله عليه وسلم تعريض كما لا يخفى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015