في " الصحيح " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وَضِّئْ ربك، وليقل: سيدي ومولاي ولا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي " 1 2
................................................................................................
قوله: "ولمسلم: " وليعظم الرغبة " في سؤاله ربه حاجته فإنه يعطي العظائم كرما وجودا وإحسانا " فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه " أي ليس ما أعطى عبده مما سأله عظيم عنده لكمال فضله وجوده، وقد قال بعض الشعراء في مخلوق يمدحه:
وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم
والله تعالى أحق بكل مدحة وثناء.
باب لا يقول: عبدي وأمتي
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " لا يقل أحدكم أطعم ربك "الحديث، هذه الألفاظ المنهي عنها وإن كانت تطلق لغة، فالنبي صلي الله عليه وسلم نهى عنها تحقيقا للتوحيد وسدا لذرائع الشرك؛ لما فيها من التشريك في اللفظ؛ لأن الله هو رب العباد جميعهم، فإذا أطلق على غيره ما يطلق عليه تعالى وقع الشبه في اللفظ، فينبغي أن يجتنب هذا اللفظ في حق المخلوق من ذلك، فأرشدهم صلي الله عليه وسلم إلى ما يقوم مقام هذا اللفظ وهو قوله: سيدي ومولاي، وكذلك قوله: " لا يقل أحدكم عبدي وأمتي "؛ لأن العبيد عبيد الله، والإماء إماء الله. قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} 3 الآية.