وله أيضا عن ابن عباس: " أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت، فقال: أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده "1.

ولابن ماجه عن الطفيل أخي عائشة لأمها قالت: "رأيت كأني أتيت على

.......................................................................................................

قوله: "إنكم تشركون، تقولون ما شاء الله وشئت " والعبد وإن كانت له مشيئة فمشيئته تابعة لمشيئة الله كما قال الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} 2، وفي هذه الآية والحديث الرد على القدرية والمعتزلة نفاة القدر الذين يثبتون للعبد مشيئة تخالف ما أراده الله من العبد وما شاءه، وقد قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 3، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} 4. وفي الحديث: " أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة " 5 وهو في الصحيحين وغيرهما.

قوله: "وله أيضا عن ابن عباس " أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال: أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده ".

هذا يبين ما تقدم من أن هذا شرك؛ لأن المعطوف بالواو يساوي المعطوف بالمعطوف عليه؛ لأن الواو وضعت لمطلق الجمع، فلا يجوز أن يجعل المخلوق مثل الخالق في شيء من الإلهية والربوبية ولو في أقل شيء كما تقدم في الرجلين اللذين قرب أحدهما ذبابا للصنم فدخل النار، وفيه أن النبي صلي الله عليه وسلم حَمَى حِمَى التوحيد وسد طرق الشرك في الأقوال والأعمال.

قوله: "عن الطفيل " هو الطفيل بن عبد الله بن سخبرة أخو عائشة لأمها له حديث عند ابن ماجه وهو ما ذكره المصنف - رحمه الله تعالى - في الباب، وهذه الرؤيا حق أقرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015