عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " 1. قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب " الحجة " بإسناد صحيح.
...........................................................................................................
قوله: "عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "قال النووي: حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناده صحيح " هذا الحديث رواه الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي في "كتاب الحجة على تارك المحجة " بإسناد صحيح كما قال المصنف عن النووي، ورواه الطبراني وأبو بكر ابن عاصم والحافظ أبو نعيم في الأربعين التي شرط لها أن تكون في صحاح الأخبار. وشاهده في القرآن قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} 2، وقوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} 3، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} 4 ونحو هذه الآيات.
قوله: "حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" الهوى بالقصر أي ما تهواه وتحبه نفسه، فإن كان الذي يحبه وتميل إليه نفسه ويعمل به تابعا لما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم لا يخرج عنه إلى ما يخالفه، فهذه صفة أهل الإيمان المطلق الذي يوجب لصاحبه الجنة والنجاة من النار، وإن كان بخلاف ذلك أو في بعض أحواله أو أكثرها انتفى عنه من الإيمان كماله الواجب فيطلق عليه مؤمن بقيد، لنقص إيمانه بالمعصية كما في حديث أبي هريرة: " لا يزني الزاني حين