على أقسام: غريب من جهة المتن، وغريب من جهة الإسناد، والمراد هنا الثاني دون الأول؛ لأن هذا الغريب معروف عن جماعة من الصحابة، لكن تفرد بعضهم بروايته عن صحابي. فحسب المتن: حسن؛ [لأنه عرف مخرجه واشتهر، فوجد شرط الحسن] (?) ، وبحسب الإسناد: غريب؛ لأنه لم يروه من تلك الجماعة إلاَّ واحد، ولا منافاة بين الغريب بهذا المعنى وبين الحسن، بخلاف سائر الغرائب فإنها تنافي الحسن. وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد المحسن الغرافي (?) في كتابه "معتمد التنبيه" (?) : " قول أبي عيسى: " هذا حديثٌ حسن صحيحٌ غريبٌ " و"هذا حديثٌ (?) حسن غريبٌ " إنما يريد به ضيق المخرج أنه لم يخرج إلاَّ من جهة واحدة، ولم يتعدد خروجه من طرق إلاَّ إن كان الراوي ثقة فلا يضر ذلك، فيستغربه هو لقلة المتابعة، وهؤلاء الأئمة شروطهم عجيبة، وقد يُخَرِّج الشيخان أحاديث [يقول أبو عيسى فيها] (?) : " هذا حديثٌ حسن " وتارة: " حسنٌ غريب " كما قال في حديث أبي بكر: " قلت: يا رسول الله علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي ... " الحديث: هذا حديثٌ حسنٌ " (?) مع أنه متفقٌ عليه. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015