وبعد، فهذا ما وسعه الجهد وسمح به الوقت، وجاد به القلم، وتمكن منه الفهم وعذرى أني لم أدخر وسعًا في إخراج هذا الكتاب على أكمل صورة، فإن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن فيه نقص أو قصور فمني، وهو من سمة بني آدم والكمال لله وحده، وأرجو ممن عثر في هذا العمل على سقطة لسان أو سبق قلم، أو قصور في العبارة، أو نقص في الفهم، أن ينبهني على ذلك وله جزيل الشكر والدعاء، وسيجد أذنًا صاغية، وقلبًا مفتوحًا وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني بهذا العمل وينفع به من قرأه، وأن يكتب لي الأجر فيه، وقد رأيت في هذه الجولة التي قضيتها في رحاب هذا السفر المبارك أن أضمن هذه الخاتمة بعض الأمور التي توصلت إليها من خلال البحث وهي تتلخص فيما يلي:
1- يعتبر "قوت المغتذي" الشرح الرابع للسيوطي على كتب السنة بعد الصحيحين والموطأ وسنن أبي داود، ففي الصحيحين ضبَط الألفاظ، وتفسير الغريب، وبيان اختلاف الروايات وكذا الموطأ إلا أنه صرّح فيه بأنه أوسع منهما ولخص في مرقاة الصعود في شرح سنن أبي داود معالم السنن للخطابي وأما في قوت المغتذي فنوّع مصادره، وعدد أغراضه، التي عالج فيها مقاصده التي توخّاها في هذا الشرح، فكان شرحًا أو تعليقًا وسطًا بين الإيجاز المخل والشرح المطول.
ْ2- تعدُّد أصناف مصادره التي اعتمد عليها يُظهر مقدار ثراء مادة هذا الشرح.
3- حوى فيه ثلاثة شروح مشهورة من شروح الجامع العارضة