للأغذية، ومَا يجري مجراهَا فإذا جاز الإيمَان بالطعم جازت تسْميته غدا دخَل الإيمان في جميع نعم الله عز وجل في هذا الحديث والله أعلم.

قال: " ومحبّة الله، اسم لمعان كثيرة، أحدهَا الاعتقاد أنه عزَّ اسمه محمود من كل وجه لا شيء من صفاته إلا وهو مدحة له. الثاني: الاعتقاد أنه محسن إلى عبَاده منعم متفضل عليهم. الثالث: الاعتقاد أن الإحسان الواقع منه أكبر، وَأجل من أن يقضي قول العبد، وَعمله وإن حسنا، وكثرًا شكره. الرابع: أن لا يستثقل العبد قضايَاه، ويستكثر تكاليفه.

الخامس: أن يكون في عامة الأوقات مشفقًا وجلاً من إعراضه عنه وسلبه معرفته التي أكرمه بهَا، وتوحيده الذي حلاه وزيّنه له. السادس: أن تكُون آمَاله منعقدة به لا يرى في حال من الأحوال أنه غني عنه. السابع: أن يحمله تمكن هذه المعاني في قلبه على أن يديم ذكره بأحسن ما يقدر عليه. الثامن: أن يحرص على أداء فرائضه، والتقرب إليه من نوافل الخير بما يطيقه. التاسع: أن يسمع من غيره ثناء عليه، وعرف منه تقربًا إليه، وجهادًا في سَبيله سرًّا أو إعلانًا مَالاه ووالاهُ. العاشر: أنه إن سمع من أحد ذكرًا له أعانه بما يحكى عنه أو عرف منه غيا عن سبيله سرّا، أو علانية، باينه، وناوَاه، فإذا استجمعت هذه المعاني في قلب أحد فاستجماعهَا هو المشار إليه باسم محبة الله تعَالى، وَهي وإن تذكر مجتمعة في موضع فقد جاءت متفرقة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فمن دونه " انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015