شابين لأنهما كانا عند الإخبار كذلك. الثاني: أن يراد أنهما سيدا شباب أهل الجنة باعتبار ذلك الوقت الذي كانا فيه شابين ولا يرد على الوجه الأول وَالثاني إلزام أنهما سيّدا المرسلين لأنهما شباب في الجنة، لأنهم غير داخلين في شباب أهل الجنة على المعنين جميعًا. الثالث: أن أهل الجنة وإن كانوا شبَابًا كلهم إلا أن الإضافة هنا إضافة توضيح باعتبار بيان العَام بالخاص كما تقول جميع القوم، وكل الدرَاهم لأن كل، وجميعًا يصلحَان لكل ذي آحاد فإذا قلت: القوم، والدرَاهم فقد خصصته بعد أن كان شائعًا فكذلك شباب وَإن كان أهل الجنة كلهم شباب، إلا أنه يصح إطلاقهُ على من في الجنة، وعلى من في غيرهَا فخصص شياعه، تقول [أهل] الجنة، كما خصص شيَاع كل وجميع بالقوم، والدراهم لمَّا كان هو مقصود المتكلم دون غيره، ويرد على هذا إلزام سيَادتهم المرسَلين لأنهم داخلون على هذا التأويل، وجوابه: أنه عام خصّص عُلم تخصِيصه بالإجماع فإنّ المرسَلين أفضل من غيرهم بالإجماع انتهى".

[وقال النووي في فتاويه] وقال المُظهَّري مَعناه هما أفضل من مات شابًا في سَبيل الله من أصحَاب الجنة، ولم يرد أنهما من الشباب، لأنهما ماتا وقد كهلا بل ما يفعَله الشباب من المروة كما تقول فلان فتى، وإن كان شيخًا، تشير إلى مودته، وفتوته، أو أنهما سيدا أهل الجنة سوى الأنبياء، والخلفاء الراشدين وذلك لأن أهل الجنة كلهم في سن واحد، وَهو الشباب وَليسَ فيهم شيخ ولا كهل، وقال الطيبي: "يمكن أن يراد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015