قال الخطابي: الإحصاء في هذا يحتمل وجوهًا:

أحدها: أن يعدَّها حتى يستوفيها؛ يريد أنه لا يقتصِر على بعضها لكن يدعُو الله بها كلهَا ويثني عليه بجميعها فيسْتَوْجب الموعُود عليها من الثواب.

الثاني: المراد بالإحصاء، الإطاقة، كقوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} حديث: "استقيمُوا، ولن تحصُوا" أي تبلغوا كنه الاستقامة، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء، والعمل بمقتضاها، وهو أن يعتبر معانيها، فيلزم نفسه بواجبها، فإذا قال: الرزَّاق، وثق بالرزق، وكذا سائر الأسماء.

الثالث: المراد الإحاطة بمعانيها من قول العرب: فلان ذو حصَافة؛ أي: [ذُو] عقل، ومعر فة. انتهى.

قال ابن الجوزي في غريب الحديث: "فيه خمسة أقوال:

أحدها: من استوفاها حفظها.

والثاني: من أطاق العمل بمقتضاها، مثل: أن يعلم أنه سميع، فيكف لسانه عن القبيح، وأنه حكيم، فيُسلِّم لحكمته.

والثالث: من عقل معانيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015