وقال الطيبي: " في هذا النظم عجائب وغرائب لا يعرفها إلاَّ المتقن من أهل البيان، فقوله: " أسلمتُ نفسي " إشارة إلى أنَّ جوارحه منقادَة لله تعالى في أوامره، ونواهيه.

وقوله: " وَجَّهْتُ، وجْهِي " إلى أنَّ ذاته، وحقيقته مخلصة له بريئة من النفاق.

وقوله: " وَفوَّضْتُ " إلى أنَّ أمُوره الخارجة، والداخلة مفوضة إليه، لا مدبر لها غيره.

وقوله: " ألجأتُ ظَهرِي إليكَ " بعد قوله: " وفوَّضتُ أمري " أي أنه بعد تفويض أموره التي مفتقر إليها وبها معاشه وعليها مدار أمره يلجأ إليه مما يضره ويؤذيه من الأسباب الداخلة، والخارجة.

ثم قوله: "رغبةً، ورهبةً" منصوبان على المفعول [له] على طريقة اللف، والنشر؛ أي: " فوَّضت أمري إليك " رغبةً، و"ألجأت ظهري" من المكاره والشدائد إليك، رهبةً منك؛ لأنه لا ملجأ، ولا منجى مِنْكَ إلاَّ إليْكَ".

وقوله: " رغبةً، ورهبَةً إليكَ " من باب قوله: متقلدًا سيفًا ورمحًا و" ملجأ " مهموز، و" منجا " مقصُور، هُمَز للازدواج " انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر: " قد رواه أحمد، والنسائي بلفظ: " رهبةً منك، ورغبةً إليك ". وزاد النسائي في أوله: " بسمِ اللهِ ".

قال البراءُ، فقُلتُ: " ورسُولك الذي أرْسلتَ فطعَن بِيدِهِ في صدري " لفظ النسائي: "فوضع يده في صدري ثم قال: ونبيِّك الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015