فضل فيها لشريف على مشروف، ولا لرفيع منهم على وضيع كالإبل المائة لا يكون فيها راحلة.
وقال في النِّهاية: " يعني أنَّ الرضي المنتخب من النَّاس في عِزَّة وجوده كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال، والأسفار الذي لا يُوجد في كثير من الإبل ".
قال الأزهري: " الذي عندي فيه أنَّ الله تعالى ذم الدنيا وحذَّر العباد سوء مغبتها، وضرب لهم فيها الأمثال ليعتبروا ويحذروا.
وكان عليه الصلاة والسلام يحذرهم ما حذرهم الله، ويُزهدهم فيها، فرغِب النَّاس بعدَهُ وتنافسوا عليها، حتى كان الزُّهد في النَّادِر القليل منهم فقال: "تجدون النَّاس بعدِي كإبل مائة ليس فيها راحلة". أي أنَّ الكامل في الزُّهد في الدنيا، والرَّغبة في الآخره قليل كقلة الراحلة في الإبل، والرَّاحلة: هي البعير القوي على الأسفار، والأحمال، النجيب التمام الخلق الحسن المنظر، ويقع على الذكر والأنثى والهاء فيه للمبالغة" انتهى.