غريب".
"فِيها أَشْهدُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله وأنَّ محمَّدًا عبده ورَسُولهُ" قال القرطبي في التذكرة: "ليست هذه شهادة التوحيد؛ لأنَّ من شأن الميزان أن يوضع في كفته بشيء [وفى] الأخرى ضده، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، فهذا غير مستحيل؛ لأنَّ العبد قد يأتي بهما جميعًا، ويستحيل أن يأتي بالكفر والإيمان جميعًا عبد واحد حتى يوضع الإيمان في كفة والكفر في كفة؛ فلذلك استحال أن توضع شهادة التوحيد في الميزان، وأما بعد ما آمن العبد فالنطق منه بـ "لا إله إلاَّ الله" حسنة توضع في الميزان مع سائر الحسنات". قاله الترمذي الحكيم، في نوادر الأصول.
وقال غيره: "إنَّ النطق منه بها زيادة ذكر على حسنٍ منهُ، ويكون طاعة مقبُولة، قالها على خلْوَة وخُفيةٍ من المخلوقين.
فيكون له عند الله تعالى يردها إليه في ذلك اليوم، فيعْظُم قدرها ويَجِلُّ مَوْضِعُهَا، وترجح بخطاياه وإن كثرت، وبذنوبه وإن عظمت، ولله الفضل على عباده، ويتفضل بما شاء على من شاء.
قال القرطبي: "ويدل على هذا قوله في الحديث: فيقول: "بلى إنَّ لك عندَنَا حَسَنَةً" ولم يقُلْ إنَّ لك عندنا إيمانًا، وقد سُئِل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن لا إله إلاَّ الله أمن الحسنات هي؟ قال: هي أعظم الحسنات.