فكما أنَّ المِنْجَلَ يقطع ولا يُمَيِّز بين الرطب واليابس، والجيد والرديء، فكذلك لسان بعض النَّاس يتكلم بكل نوع من الكلام القبيح والحسن، ثم حذف المشبَّه وأقام به مقامهُ على سبيل الاستعارة المصرَّحة، وجعَلَ الإضافة قرينة لها والاستثناء مفرغ؛ لأنَّ في الاستفهام معنى النفي، والتقدير: لا يَكُبُّ النَّاس في النَّارِ شيءٌ من الأشياء إلاَّ حصائد ألسنتهم من الكلام القبيح، ذكر ذلك كله الطيبيُّ.
قال في النِّهاية: "وروي، إلاَّ حصا ألسنتهم وهو جمع حصاةِ اللِّسان، وهي: ذَرَابَتَهُ".