وغلَّط الخطَّابي من رواه بإسكان الباء وهو الغالط، وقد بيَّنا معناه. قال: وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معصومًا من الشيطان، حتى من الموكل به بشرط استعاذته منه، كما غفر له بشرط استغفاره. قال: وكان يخص الاستعاذة في هذا الموضع لوجهين:
أحدهما: أنه خلاء وللشيطان -بعادة الله وقَدَرِه- في الخلاء تسلط ليس له في الملإ. قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان (?) ، والثلاثة ركب " (?) .
الثاني: أنه موضع قذِر يُنَزَّه ذكر الله -عز وجل- عن الجريان فيه على اللسان، فيغتنم الشيطان عدم ذكر الله (?) ، فإنَّ ذِكْرَه يَطْرُده، فلجأ إلى الاستعاذة قبل ذلك ليعقدها عصمة بينه وبين الشيطان حتى يخرج، وليُعَلِّمَ (?) أمته " (?) [انتهى] (?) .
وقال النووي: " لا يصح إنكارُ الخطابي جوازَ الإسكان "فإنه جائز على سبيل التخفيف بلا خلاف ككُتْبٍ، ورُسْلٍ، وعُنْقٍ، وأُذْنٍ، ولعلَّ الخطابي أراد الإنكار على من يقول: أصله الإسكان، وقد صرَّح جماعة من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة، منهم: أبو عُبيد إمامُ هذا