أربعين يومًا، يتخمر فيها حتى يتهيَّأ للخلق".

"ثم يكُونُ علقةً مثلَ ذلكَ ثمَّ يكُونُ مُضْغَةً مِثلَ ذلك" قال المظهري: "اعلم أنَّ الله تعالى يحول الإنسان في بطن أمه حالة بعد حالة، مع أنه قادر على أن يخلقه في لمحة، وذلك أنَّ في التحويل فوائد وعبرًا.

منها: أنه لو خلقه دفعة واحدة لشقَّ على الأم، لأنها لم تكن معتادة لذلك، فجعل أولاً نطفة لتعتادها مدة، ثم علقة مدة، وهلم جرا إلى الولاَدَة.

ومنها: إظهار قدرة الله ونعمته ليعبدُوه ويشكروا له حيث قلبهم من تلك الأطوار إلى كونهم إنسانًا حسن الصورة متحليًا بالعقل والشهامة مزينًا بالفهم والفطانة.

ومنها: إرشاد النَّاس وتنبيههم على كمال قدرته على الحشر والنشر؛ لأنَّ من قدر على خلق الإنسان من ماء مهين، ثم من علقة، ومضغة مهيَّأة لنفخ الروح فيه، يقدر على صيرورته ترابًا ونفخ الروح فيه وحشره في المحشر للحساب والجزاء".

"يَكْتُب رِزْقَهُ وَأَجلَهُ، وَعَمَلة، وشَقِيٌّ أو سعيدٌ" قال الطيبي:

"كان من حق الظاهر أن يقال: وشقاوته أو سعادته، فعدل لأنَّ الكلام مسوق إليهما، والتفصيل وارد عليهما".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015