روحاني خلقه الله مُتَعَلقا ببدن الْإِنْسَان وَقيل الْعقل نور فِي الْقلب يعرف بِهِ الْحق وَالْبَاطِل وَقيل الْعقل جَوْهَر مُجَرّد عَن الْمَادَّة يتَعَلَّق بِالْبدنِ تعلق التَّدْبِير وَالتَّصَرُّف وَقيل الْعقل قُوَّة للنَّفس الناطقة وَهُوَ صَرِيح بِأَن الْقُوَّة الْعَاقِلَة أَمر مُغَاير للنَّفس الناطقة وَأَن الْفَاعِل فِي التَّحْقِيق هُوَ النَّفس وَالْعقل آلَة لَهَا بِمَنْزِلَة السكين بِالنِّسْبَةِ الى الْقَاطِع وَقيل الْعقل وَالنَّفس والذهن وَاحِد إِلَّا أَنَّهَا سميت عقلا لكَونهَا مدركة وَسميت نفسا لكَونهَا متصرفة وَسميت ذهنا لكَونهَا مستعدة للإدراك وَفِي كشاف المصطلحات أعلم أَن الْعقل الَّذِي هُوَ منَاط التكاليف الشَّرْعِيَّة أختلف أهل الشَّرْع فِي تَفْسِيره فَقَالَ الْأَشْعَرِيّ هُوَ الْعلم بِبَعْض الضروريات الَّذِي سميناه بِالْعقلِ بالملكة وَمَا قَالَ القَاضِي هُوَ الْعلم بِوُجُوب الْوَاجِبَات الْعَقْلِيَّة واستحالات المستحيلات وَجَوَاز الجائزات ومجارى الْعَادَات أَي الضروريات الَّتِي يحكم بهَا بجريان الْعَادة فَلَا يبعد أَن يكون تَفْسِيرا لما قَالَ الْأَشْعَرِيّ وَقَالَ الرَّازِيّ وَالظَّاهِر أَن الْعقل صفة غريزة يلْزمهَا الْعلم بالضروريات عِنْد سَلامَة الْآلَات وَهِي الْحَواس الظَّاهِرَة والباطنة