وإنما بذها سابقاً، ولاح دونها نَيِّراً، لاختصاصه بفضلها، وسلبه محاسنها، وأنها مستعيرة بعض زيه، ومتجملةٌ بما ناسبها منه، لتوسطته ذروتها، ونأيه عن التعدي والتقصير دونها.
والتوسط ممدوحٌ بكل لغةٍ، موسومٌ بكمال الحكمة. قال الله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قواما ".
وقال عز وجل: " ولا تجهر بصلاتك، ولا تخافت بها وابتغِ بين ذلك سبيلا ".
وقيل: دين الله بينَ المقصرِ والغالي. وقيل: خير الأمور أوساطها.
وبعد، فهو أقرب الأشعار من البلاغة، وأحمدها عند أهل الرواية،