...
أقاليم التعدين في العالم:
إذا نظرنا إلى توزيع موارد الثروة المعدنية على خريطة العالم نلاحظ أنها واسعة الانتشار ولكنها لا تتوزع بعدالة في الأقاليم المختلفة وليس هناك إقليم واحد يحظى بكل أنواع المعادن حتى ولو بكميات قليلة، وقد سبق القول بأن هناك علاقة مباشرة بين أنماط الحرف الزراعية والرعوية والغابية وصيد الأسماك وبين المناخ السائد، ففي كل هذه الحرف يتعامل الإنسان مع نباتات أو حيوانات يتأثر توزيعها بنظم الحرارة وسقوط الأمطار. أما بالنسبة للثروة المعدنية فيختلف الأمر اختلافا جذريا؛ ذلك لأن المناخ يؤثر فقط في ظروف التعدين وفي بعض الموارد المعدنية مثل نترات الصحراء الشيلية التي تتطلب مناخا جافا تماما لقابليتها للذوبان أما توزيع المعادن الحالية فلا يعكس الظروف المناخية الحديثة ولكن يرتبط بظروف الأرض في الأزمنة الجيولوجية السحيقة، ولذلك فإن التاريخ الجيولوجي لمنطقة ما هو مقدمة ضرورية لمعرفة أنواع موارد الثروة المعدنية التي يحتمل وجودها بها. ففي المناطق ذات الصخور الرسوبية مثلا يحتمل العثور على موارد الوقود وبعض الموارد الأخرى مثل الفوسفات والبوتاس والكبريت والجبس والصلصال والملح وفي بعض الأماكن توجد معادن فلزية في مثل هذه الصخور مثل خام الليمونيت والذهب والبلاتين الذي يوجد في الرواسب النهرية وتوجد معظم المعادن الفلزية في الصخور النارية والمتحولة "وهذه الصخور لا يوجد بها موارد وقود معدنية على الإطلاق" ويساعد على عملية التعدين تعرض المناطق الحاوية للمعادن لعوامل الالتواء والانكسار والتعرية؛ وذلك لأن ذلك يساعد على سهولة كشفها واستخراجها. ولذا تعد حرفة التعدين من الحرف الهامة في كثير من السلاسل الجبلية في العالم.
وبالرغم من أن التعدين حرفة واسعة الانتشار فإن هناك مناطق تعدينية قليلة في مساحات واسعة من العالم شمال أمريكا الشمالية وشمال أوراسيا وهضاب آسيا الوسطى وأواسط صحراء استراليا والصحراء الكبرى وحوض الكونغو ووسط أمريكا الجنوبية جنوب مرتفعات جيانا حتى بتاجونيا، وربما لم يكتشف الكثير من موارد الثروة المعدنية بهذه المناطق وتعد بذلك موارد كامنة يعتمد عليها تطوير هذه المناطق واستغلالها، وقد اكتشفت رواسب معدنية كبيرة في العقدين الأخيرين في بعض هذه المناطق وبدأ استغلالها بالفعل مثل البترول