التعدين والأيدي العاملة:
يعد التعدين من الحرف التي يعمل بها عدد قليل من الأيدي العاملة إذا ما قورن بأوجه النشاط الاقتصادي الأخرى حيث تقدر نسبة العاملين به 2% فقط من مجموع القوى العاملة في العالم وتختلف هذه النسبة من دولة لأخرى ففي الدول المتقدمة صناعيا وتعدينيا فإن نسبة العاملين في التعدين تتراوح بين 1.5%، 3.3% من جملة العاملين بها، فتصل هذه النسبة إلى 3.3% في غرب أوروبا، وإلى 3% في كندا 2.2% في الولايات المتحدة واليابان حوالي 2% فقط، وتزداد هذه النسبة في بعض الدول النامية التي تنتج كميات كبيرة من المعادن للتصدير حيث تتراوح بين 3.5% و 6% ولكن هذه النسبة ترتفع ارتفاعا كبيرا في المناطق التعدينية في داخل بعض الدول حيث يعمل نصف عدد سكانها أو أكثر من النصف في حرفة التعدين، كما أن عددا كبيرا من باقي السكان يعملون في تجهيز الخامات المعدنية ونقلها من مناطق التعدين إلى مناطق استخدامها.
على أنه ينبغي القول بأن أهمية التعدين كحرفة لا تكمن فقط في عدد العاملين بها بل يرتبط بها أيضا متوسط إنتاجية العامل بالآلات والأساليب التقنية الحديثة، والتي تصل إلى أضعاف إنتاجية العامل في الحرف الأخرى مثل صيد الأسماك أو قطع الأخشاب أو الزراعة بالرغم من استخدام الأساليب الحديثة في هذه الحرف أيضا.