1- مصايد المياه العذبة في جنوب شرقي آسيا:
تعد مصايد الأسماك التجارية والمعاشية التي توجد في جنوب شرق آسيا من أكثر مصايد المياه العذبة أهمية في العالم، وتتراوح نسبة كميات أسماك المياه العذبة من جملة الأسماك التي يتم صيدها من 20 - 30% في الملايو والهند وتايلاند ومن 38 - 46% في تايوان والصين وإندونيسيا والفلبين وحوالي 7% من الباكستان، أما في اليابان ذات الماضي العريق في الصيد البحري والساحلي فإن إنتاجها من أسماك المياه العذبة بها قليل الأهمية للغاية بالنسبة لإنتاجها البحري بالرغم من أن اليابان تنتج أسماك المياه العذبة بواسطة تربيتها في البرك والخزانات المائية الكبيرة والبحيرات والمجاري المائية وفي حقول الأرز والشعير، وذلك جعلها أكثر دول جنوب شرق آسيا -باستثناء الصين- إنتاجا لأسماك المياه العذبة، بل إن إنتاجها منها يتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية.
وترجع أهمية مصايد أسماك المياه العذبة في جنوب شرق آسيا إلى عدد من العوامل، ففي هذه المناطق كثيفة السكان ذات الثروة الحيوانية القليلة نسبيًّا من الماشية والأغنام تزداد الحاجة إلى الأسماك التي يسود صيدها المعاشي والتجاري على نطاق واسع في البحيرات والبرك والقنوات والأنهار وحقول الأرز التي يغمرها الفيضان، وتخزن المياه بانتظام وتربى الأسماك حيث تخصب المياه حتى تساعد على تغذية الأسماك وسرعة نموها وصيدها على فترات منتظمة.
ويقدر أن مناطق صيد الأسماك من المياه العذبة في الصين تزيد مساحتها على 186.000 ميل مربع من الأنهار والبحيرات والقنوات كما تزيد مساحة المزارع السمكية "Pesciculture" على 420.000 فدان يعمل بها حوالي 15 مليون نسمة.
ولا يقتصر دور الأسماك على سد الاحتياجات الغذائية لهذه المناطق المزدحمة السكان فقط، ولكنها تضيف البروتين أيضا إلى غذائهم الغني جدا