الظاهرة الثانية

والظاهرة الثانية:

تتمثل في قوة اندفاع عظيمة تعرف بقوة الدفع أو الطرد المركزية، وهذه القوة تدفع بمواد الأرض وما عليها نحو الخارج، ولو كانت القوة الطاردة الناشئة عن دوران الأرض حول محورها هي القوة الوحيدة المؤثرة، لتطاير سطح الأرض عنها، بل ولاستحال على جرم الأرض كله أن يتماسك، ولكن هناك قوة أخرى تقاومها وهي قوة الجاذبية التي تفوقها بمرات عديدة، وهي التي يرجع إليها الفضل في تلاصق أجزاء الأرض واندماجها. ومن الممكن أن يكون انبعاج الأرض عند خط الاستواء وفرطحتها عند القطبين راجعًا إلى تأثير دوران الأرض حول نفسها. فإن قوة الطرد المركزية هي أقوى ما تكون عند خط الاستواء، فيؤدي هذا إلى تباعد الأجزاء الاستوائية عن المركز أكثر من الأجزاء القطبية.

ويدور كل جزء من أجزاء الأرض بانتظام بما في ذلك اليابس والماء والهواء. ولكن سرعة دوران كل جزء تختلف بحسب موقعه من المحور، فكلما كان المكان بعيدًا عن المحور كانت سرعته في الدوران أشد؛ وذلك لكي يبقى جسم الأرض متماسكًا، فدوران الأرض عند خط الاستواء أسرع منه في أي مكان آخر على سطح الأرض، وتقل السرعة كلما اتجهنا نحو القطبين، وعندما تصبح صفرًا، وينتفع بهذه الحقيقة في تفسير انحراف الأجسام المتحركة على سطح الأرض كالرياح والتيارات البحرية، فهي تنحرف إلى يمين اتجاهها الأصلي في نصف الكرة الشمالي، وإلى يسار اتجاهها في نصف الكرة الجنوبي، ولا بد من حساب أثر هذا الانحراف في تعديل توجيه الصواريخ الموجهة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015