الزراعة في البيئة الجافة

مدخل

...

ثانيا: الزراعة في البيئة الجافة:

شهدت الأراضي الجافة قيام الزراعة بها منذ عهود قديمة، وقد قامت بها أربع حضارات كبرى في العالم القديم في أودية الأنهار في المناطق الصحراوية وهي النيل والدجلة والفرات والسند والهوانجهو -كذلك فإن الحضارة البيروفية قامت في أودية الأنهار في صحراء بيرو- وتمارس الزراعة اليوم في كل الأقطار الجافة بصفة عامة أكثر من الرعي وتعتمد في ذلك على الري، حيث يقل سقوط المطر أو يتذبذب من عام لآخر، وقد تطورت وسائل الري في هذه الأقاليم لتلائم ظروفها الطبيعية، وأهم المحاصيل الزراعية الحبوب مثل القمح والشعير والذرة بأنواعها كذلك فإن هناك القطن والفول السوداني، وتتميز هذه المحاصيل عن مثيلتها في المنطقة المدارية المطيرة بمقاومتها للجفاف نسبيا حيث تقل كمية الأمطار عن 20 بوصة سنويا إن سقطت في هذه الأقاليم الجافة.

وتتوزع مناطق الزراعة الجافة في مناطق شتى من العالم ويعتبر القمح من أهم المحاصيل المنتجة في أربع مناطق رئيسية هي الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي، استراليا، باكستان، والهند؛ ففي الولايات المتحدة ينتج القمح في الأراضي الجافة التي تتراوح أمطارها بين 20 - 30 بوصة في ولايات كنساس وداكوتا ومونتانا، أما الاتحاد السوفيتي فيزرع القمح في المناطق الجافة في سهول التركستان وسط آسيا حيث تقل الأمطار عن 20 بوصة وفي استراليا يأتي القمح من منطقتين رئيستين إحداهما في منطقة برث وفريمانتل والأخرى في جنوب استراليا في فكتوريا ونيوسوث ويلز حيث تتراوح الأمطار بين 10 - 20 بوصة سنويا كذلك يزرع في المناطق الجافة في الهند والباكستان ففي باكستان وخاصة في لاهور يكون المناخ من النوع الجاف الإستبسي وتصل درجة حرارة أحد الشهور إلى 35م وأبردها 12م وكمية الأمطار الساقطة 21 بوصة سنويا يسقط ثلاثة أرباعها في أربعة شهور من يونيه إلى سبتمبر أما في دلهي بالهند فإن الظروف المناخية مشابهة وإن كانت الأمطار تصل إلى 28 بوصة وهنا يزرع القمح وإن كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015