الباب العاشر: من الحرف الكبرى للإنسان

الفصل الأول: الزراعة

مدخل

...

الفصل الأول: الزراعة

تعد الزراعة من الحرف الكبرى التي يمارسها الإنسان في الأقاليم المختلفة، وقد عرفها الإنسان منذ وقت مبكر في البيئات الفيضية اعتمادا على التربة الخصبة ومياه الأنهار الوفيرة وكان وادي النيل الأدنى في مصر ووادي الدجلة والفرات في العراق والسند في باكستان من أقدم البيئات النهرية التي شهدت نشأة الزراعة وتطورها وقامت بها مجتمعات زراعية مستقرة ربما حوالي عام 5500 قبل الميلاد.

وتختلف أنماط الزراعة اختلافا كبيرا من بيئة لأخرى -بل وفي داخل البيئة الجغرافية الواحدة- ويبدو هذا الاختلاف في أسلوب الزراعة وتأثيرها على المجتمع وتأثرها بالظروف الطبيعية والبشرية ويقسم البعض الزراعة على هذا الأساس إلى أنماط مختلفة منها الزراعة البدائية والزراعة المتقدمة، وينقسم النوع الأخير إلى الزراعة الكثيفة والزراعة الواسعة. ويتمثل النوع الكثيف في الأقاليم جيدة التربة وذات الظروف المناخية الأكثر ملاءمة للإنتاج، ولذا غالبا ما يرتبط بها ظاهرة ارتفاع الكثافة السكانية وتزايد الضغط على موارد الأرض ويبدو ذلك بوضوح في جنوب شرق آسيا وفي الهند ومصر وهولندا وبلجيكا وتتصف بالملكيات الصغيرة نتيجة الضغط السكاني.

أما الزراعة الواسعة فترتبط بالمناطق القليلة السكان في الغالب حيث يزداد الاعتماد على الآلات الزراعية المختلفة بدلا من الأيدي العاملة وتتصف بالملكيات الزراعية الكبيرة وقد تكون ملكا للشركات أو أصحاب رءوس الأموال الضخمة وأبرز سماتها الإنتاجية أنها تتخصص في زراعة محصول معين تبعا لظروف الإنتاج الطبيعية. ويظهر هذا النمط في العالم الجديد كالأمريكتين واستراليا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015