امتدت إلى أعلى فبنت ما يعرف بناطحات السحاب، وأعلى هذه العمارات تسمى إمبير ستيت بلغ عدد طوابقها 102 طابق وارتفاعها 380 مترا.
ولكن ناطحات السحاب تعد حالة شاذة في بناء المدن وليس من السهل تقليدها، وهي عموما لم تبن للسكنى وإنما أنشئت لكي تكون مكاتب للتجارة وغيرها، ولها رغم ذلك سيئات حيث يحتاج الإنسان إلى وقت طويل للصعود والهبوط. كما أن الطوابق السفلى غير معرضة للشمس وتؤدي الحرائق إلى خسائر فادحة تماما.
أما خارج أمريكا الشمالية فإن المباني الشاهقة تعد حديثة للغاية في وسط المدن، لذلك ما زالت المدن الكبرى تعاني من تركز العاملين في حي التجارة والأعمال بدرجة كبيرة، ففي وسط لندن -على سبيل المثال- يقدر أن نحو 15000 عامل يضافون إلى حجم العمالة بها كل سنة خلال العقد الأخير، مما يؤدي إلى تزايد كبير في خدمات النقل التي تحمل السكان من القلب إلى الأطراف. وقد نجمت هذه الزيادة عن إعادة بناء كثير من المباني وتطوير القائم منها لكي يستوعب هذه الأعداد الزائدة.
ج- قلة السكان المقيمين:
ومن الصفات الأخرى لقلب المدينة قلة السكان القاطنين به بصفة دائمة حيث تركت كثير من المباني لخدمة الأنشطة المختلفة التي يؤديها هذا الحي المركزي، وقد تناقص عدد السكان المقيمين في وسط المدن القديمة في مدن غرب أوروبا بثبات منذ القرن التاسع عشر ففي لندن على سبيل المثال تناقص عدد سكان المناطق الوسطى بها "المنطقة المركزية" منذ حوالي سنة 1861، حتى إن هذا الحي المركزي لا يسكنه اليوم سوى 270.000 نسمة وهذا رقم منخفض للغاية لمنطقة مركزية مساحتها تصل إلى 12 ميلا مربعا. بل إنه في حي المال فقط وهو الـ C. رضي الله عنه. عز وجل. الحقيقي في لندن والذي يطلق عليه City of London -وهو جزء من المنطقة التجارية الكبرى في المدينة- كان هناك تناقص واضح في سكانه، فقد قل عددهم مبكرا في الفترة من 1851 - 1861 من 128.000 إلى 112.000 فيما بين هذين التاريخين، وأثناء العقد التالي استمر هذا النقص حتى وصل عدد سكان هذا