وقد أدت كل هذه العوامل إلى نمو مدني هائل في العالم، حتى إن مدن العالم الغربي قد نمت خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر بمعدل أسرع من أي وقت مضى وكان ذلك التوسع ملحوظا بدرجة أكبر في الولايات المتحدة، وهنا أنشئت شبكة من السكك الحديدية في شرق البلاد في الأربعينات من القرن الماضي، وانتشرت باقي المراكز العمرانية بمعدل أسرع بعد ذلك في أمريكا الشمالية وخاصة على السواحل وعلى الأنهار الملاحية وعلى ضفاف البحيرات العظمى وفي المناطق الداخلية.
وتتعدد الأمثلة على النمو الحضري الكبير في دول العالم مثلما يبدو في المدن الأوروبية فقد تضاعف عدد سكان الحضر في إنجلترا وويلز في الفترة من 1871 - 1911 من 14 إلى 28 مليون نسمة، وفي نفس الفترة ارتفع سكان المدن في فرنسا من 11 مليونا إلى 17.5 مليون نسمة، فمدينة باريس مثلا بلغ عدد سكانها 518.000 نسمة في عهد نابليون الأول، ولكن بعد ذلك بخمسين عاما فقط تعدت المليون نسمة وذلك في سنة 1860 ثم وصلت إلى 6.7 مليون نسمة سنة 1950 ثم إلى 7.8 مليون نسمة سنة 1960.
وتبين الأرقام التالية والشكل التالي أمثلة النمو الحضري الكبير في بعض مدن أوروبا والولايات المتحدة واليابان1:
المدينة عدد السكان حوالي سنة 1800 عدد السكان حوالي سنة1960 1975
لندن 850.000 11.547.000 13.000.000
باريس 547.000 7.810.000 8.700.000
موسكو 360.000 7.884.000 9.000.000
نيويورك 60.000 14.759.000 16.200.000
طوكيو-يوكوهاما 1.400.000 13.628.000 16.000.000
وعلى ذلك فإنه يمكن القول بأن القرنين التاسع عشر والعشرين قد شهدا