وبالإضافة إلى انتقال رءوس الأموال من المهجر إلى الوطن الأصلي للمهاجرين فإن الهجرة تكلف مناطق الاستقبال وتزيد من أعبائها الاقتصادية فبالإضافة إلى ما تتحمله الدولة المستقبلة من أجور الانتقال "كاستراليا مثلا التي تتولى نقل المهاجرين إليها على نفقتها" فإن هناك أعباء أخرى تتمثل في تجهيز المساكن والأراضي والخدمات المتعددة للمهاجرين الجدد.

وإلى جانب هذه النواحي المالية المترتبة على الهجرة فإن هناك نتائج اقتصادية أخرى في منطقتي الأصل والوصول، فتحظى المناطق الأخيرة بالعناصر الشابة القادرة على العمل والتي تستنزفها من مناطق الطرد، وغالبا ما تكون هذه العناصر أكثر فئات السكان حركة ويدعمها تدريب ومستوى أعلى من باقي السكان خاصة المستوى التعليمي والمهني "تعرف باستنزاف العقول" brain drain وهكذا تفقد تلك المناطق ثمرة غرسها باستمرار وتتعرض للفقر السكاني وفقدان العمالة المتقدمة والماهرة.

غير أن الهجرة ليست في كل الأحوال ذات نتائج سلبية على سكان المنطقة الأصلية بل قد تكون ذات فوائد أخرى مثل رفع مستوى المعيشة بهذه المنطقة حيث يقل الضغط السكاني على الموارد المحلية والخدمات المتوفرة، كما قد يظهر في المناطق الريفية عمالة ناقصة under employment وتختفي البطالة من المراكز والمناطق الصناعية بل وقد تتعرض لعمالة زائدة over employment في بعض الأحيان.

ومن أبرز النتائج السيئة التي تترتب على الهجرة أن هناك قطاعا كبيرا من سكان المناطق المختلفة يهاجرون بدافع الفقر الشديد في بيئاتهم ويؤدي ذلك إلى نتائج وخيمة حيث يكونون عبئا ثقيلا على المنطقة المستقبلة كما هي الحال في الهجرة المستمرة من الريف إلى الحضر في الدول النامية حيث تعجز هذه المدن عن توفير العمالة أو الخدمات المختلفة لجموع المهاجرين، وهذه حال مدن الدول النامية التي يفد إليها المهاجرون غير المدربين والذين تلفظهم بيئاتهم القاسية في الريف ويعيشون في المدينة في مستوى منخفض ويكونون قطاعا هامشيا من سكانها ويترتب على وجودهم الكثير من المشكلات الاجتماعية، ففي مدن الهند مثلا تنام جموع المهاجرين في الشوارع ويهيمون على وجوههم متضورين جوعا -كما في شوارع بمباي- ولا تختلف معظم مدن الدول المتخلفة عن ذلك كثيرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015