لعل أبرز النتائج المترتبة على الهجرة اختلاط العناصر السكانية في المهجر مع ما يترتب على ذلك الاختلاط من مشكلات عرقية ولغوية مختلفة سواء بالنسبة للسكان المهاجرين أو السكان الأصليين، ولا تخلو خريطة العالم السكانية من مثل هذه المشكلات التي تبرز بوضوح في المهاجر الكبرى مثل أمريكا الشمالية والجنوبية وجنوب أفريقيا واستراليا.
وقد سبق القول بأن مناطق المهاجرين في العالم شهدت اختلاطا عرقيا كبيرا لعل في أمريكا الجنوبية المدارية مثلا واضحا عليه، وبالرغم من أن المهاجرين إليها قد انصهروا في بوتقة بشرية واحدة بينهم توجد بينهم نزعات التفرقة العنصرية كما هي الحال في أمريكا الشمالية، فإن هناك نزعات قومية لدى بعض جماعات المهاجرين حديثا للتركيز في مناطق منفصلة عن الجماعات الأخرى ويبدو ذلك بوضوح في المهاجرين الإيطاليين أو الألمان في جنوب البرازيل.
وتظهر المشكلات العرقية بوضوح في المناطق التي هاجرت إليها العناصر الأوروبية الأنجلو ساكسونية كما هي الحال في أمريكا الشمالية أو جنوب أفريقيا أما في استراليا ونيوزيلند فلم تظهر هذه المشكلات لقلة عدد السكان الأصليين.
أما الاختلافات اللغوية فقد تؤدي إلى مشكلات للسكان في المهجر كذلك، فحتى بين المهاجرين الذين عاشوا متجاورين مدة طويلة من الزمن مثل الإنجليز والفرنسيين في كندا والبوير والإنجليز في جنوب أفريقيا فإن كلا منهما يحاول المحافظة على لغته وتقاليده وشخصيته، ففي كندا مثلا، بالرغم من أن السكان